الثلاثاء، 2 يوليو 2013

30 يونيو - الصدامات والنتائج

 30 يونيو  - الصدامات والنتائج

موجة جديدة من التظاهرات والاحتجاجات المؤيدة والمعارضة للرئيس مرسى اول رئيس مدنى منتخب جاء الى سدة الحكم بعد تاريخ سياسى عريض وبارادة 52 % من اصوات الناخبين المصريين وسط منافسة انتخابية قوية امام 12 منافسا سياسيا اشتغل معظمهم بمعترك السياسة منذ فترة غير قليلة .
وبالرغم من مجئ نظام الرئيس مرسى الى سدة الحكم فى ظل اجواء انتخابية حرة وبأرادة شعبية وترحيب دولى الا ان قطاف الثورة الحقيقية لم تتجسد على ارض الواقع المصرى (-المنهك منذ سنوات طويلة من مشاكله الاقتصادية والاجتماعية وقبل منهما مشاكله السياسية -) لتجد السلطة الحاكمة نفسها امام ميراث ثقيل من المشكلات تراكمت على مدار السنوات الماضية ومظاهرات فئوية متصاعدة تدعو للمزيد من التحسن فى احوال المعيشة.
اما عن الساحة السياسية فقد شهدت اشتباكا حادا بين السلطة والمعارضة وتعددت مشاهد الارتباك السياسى فى اكثر من مشهد بدءأ من اقرار الدستور وتشكيلة المحكمة الدستورية العليا وتطهير مؤسسات حكومية كثيرة مارست عملها على مدار سنوات غير ملتصقة بصفة كاملة بمسئولياتها الوطنية.
وازاء هذا المشهد الملتبس كان الخروج ثانية الى الشارع فى موجة جديدة من الاحتجاج المطالب بأهداف قد تبدو ملائمة وواجبة من وجهة نظر البعض وقد تبدو من وجهة نظر البعض الاخر بمثابة العودة الى المربع صفر.

الرئيس مرسي يستقبل وزيري الدفاع والداخلية

وتحسبا لتطورات الموقف كان للرئيس محمد مرسى نشاط سياسى ملحزظ على الساحة الداخلية حيث وجه خطابا سياسيا شاملا طرح فيه كافة القضايا وبمصارحة ومكاشفة كاملة لاحتواء ما تنذر به الامور من عواقب
الرئيس كذلك استعرض مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية آخر الاستعدادات الأمنية التي تم اتخاذها لتأمين المنشآت الاستراتيجية والحيوية في الدولة وتأمين المتظاهرين قبيل مظاهرات ال 30 من يونيو

الحقائق على الارض

الحقائق المريرة على الارض جاءت على لسان وزير الصحة الذى اعلن الاعداد الاخيرة لمن سقطوا فى مصادمات الشارع المؤيدة والمعارضة معلنا عن 236 مصابا و3 حالات وفاة وسط توقعات بأرتفاع تلك الاعداد .
وقال الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة والسكان ان حصيلة الإصابات الناتجة عن أحداث أمس الجمعة وحتى ظهر اليوم بلغت 236 مصابا, و3 حالات وفاة, حالتين بالإسكندرية وحالة ببورسعيد.
وأوضح وزير الصحة أن 185 من المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تحسن حالتهم, ومازال يتلقى 51 آخرين العلاج بالمستشفيات.
تلك الارقام تاتى مفجعة بالاسكندرية التى ضمت 108 مصابا, اما القاهرة فقد اصابيت جراحها 18 مصابا, وفى الغربية 10 مصابين, وفي البحيرة 7 مصابين, وفي بني سويف 36 مصابا, وفي بورسعيد 22 مصابا, وفي الدقهلية 35 مصابا.

ردود الفعل الدولية

اذا هى صفحة جديدة من تاريخ مصر التى تستعد في اجواء من التوتر الشديد لتظاهرة الاحد التى تاتى بعد صدامات عنيفة بين انصار ومعارضي الرئيس مرسى واسفرت عن سقوط سبعة قتلى في الايام الاخيرة.
وما زال متظاهرون منتشرين صباح السبت في القاهرة في المواقع التي تجمع فيها آلاف الاشخاص الجمعة، اي ميدان التحرير للمعارضين لمرسي ومحيط مدينة نصر لمؤيديه.
وتظاهر مئات الاف المصريين الجمعة في القاهرة ومحافظات عدة بعضهم للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي والاخرون للدفاع عن "شرعيته".
وقد وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في الاسكندرية اسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى احدهم أميركي يدعى اندرو بوشتر (21 عاما) كان يعمل لمنظمة غير حكومية وقتل بينما كان يلتقط صورا في الاسكندرية (شمال).
ومنذ الاربعاء قتل سبعة اشخاص في الصدامات وخصوصا في الاسكندرية ودلتا النيل.
ونصبت عشرات الخيام في ميدان التحرير حيث يدعو المعارضون الى "ثورة ثانية".
كما امضى ناشطون اسلاميون الليل امام جامع رابعة العدوية الذي توجهوا اليه بالآلاف الجمعة للمرة الثانية خلال اسبوع.

حملة تمرد

وكانت حملة "تمرد" بدأت مطلع ايار/مايو الماضي في جمع توقيعات تطالب ب"سحب الثقة" من الرئيس وباجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وانتشرت دعوتها في غضون شهرين بشكل كبير.
وقال المتحدث باسم الحملة محمود بدر ان الحملة جمعت قرابة 16 مليون توقيع.
والتفت المعارضة المصرية حول حملة "تمرد" ودعت المصريين الى المشاركة في تظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو الجاري.
ويندد خصوم مرسي بسعي جماعة الاخوان المسلمين الى السيطرة على كل مفاصل الدولة وبالفشل في ادارة البلاد.
وخوفا من اعمال عنف وتدهور للوضع الامني قبل التظاهرات "المليونية" التي دعت اليها حملة "تمرد" والمعارضة للمطالبة باسقاط مرسي الاحد، في الذكرى الاولى لتوليه السلطة، انتشر الجيش في المدن الرئيسية لحماية مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية.

تطورات الاوضاع بعيون المراقبين

مراقبون لحماية الثورة استنكرت أحداث العنف فى بعض المحافظات ومقتل أمريكى و أعرب ائتلاف مراقبون لحماية الثورة عن استنكاره الشديد لمقتل أمريكي في المظاهرات التى شهدتها مدينة الاسكندرية امس وماتعرضت له بعض مقرات حزب الحرية والعدالة من إعتداء مباشر بما يعد ظاهرة غريبة على الشعب المصرى وبما يضربالتجربة الديمقراطية التى تشهدها مصر.
وأكد بيان صادر عن الإئتلاف اليوم أن هذه الأعمال والإعتداءات تتنافي مع قيم ومبادئ الشعب المصري العظيم, الذي يؤمن بحرية التعبير السلمي عن الرأي , وأنها إنتهاك صارخ للقانون والدستور المصري وللاعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان.
وأهاب البيان برجال الشرطة الشرفاء ان يقوموا بدورهم في القبض على البلطجية والخارجين
عن القانون, وعدم السماح مطلقا باستخدام العنف من قبل اي طرف, حفاظا على امن
واستقرار الوطن.
كما أهاب البيان بالمعارضة التى قام بعض رموزها باعلان ادانته لاعمال البلطجة, أن تساعد فى الكشف عن هؤلاء ومن يساندهم حتى لا يحصلوا على اي غطاء شرعي يستطيعوا من خلاله نشر العنف والفوضى في البلاد .
وأوضح البيان أن الشعب المصري الذي إنتفض في ثورة الخامس والعشرين يناير ضد الظلم والديكتاتورية والاستبداد, لن يقبل بتهديد أمن وإستقرار الوطن , وإن الشعب الذي نجح لاول مرة في تاريخ البشرية في ان يبتكر من الوسائل في ثورة 25 يناير ما يحفظ بها امنه, لهو قادر على تكرار ذلك بوسائل وآليات سلمية عديدة ومتنوعة.

الصحف المصرية

صحيفة الجمهورية الحكومية صدرت تحت عنوان "معركة الميادين"، في اشارة الى التجمعات الكبيرة التي نظمها كل من الجانبين.
اما صحيفة المصري اليوم المستقلة فقد كتيت "جو الثورة يعود الى ميدان التحرير" الذي شهد التجمعات التي افضت الى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك مطلع 2011.
اما صحيفة الاخوان المسلمين الحرية والعدالة فعنونت "دفاعا عن الشرعية" بينما عنونت صحيفة التحرير القريبة من المعارضة العلمانية "مصر ضد الاخوان".

تليجراف .. تكهنات بتدخل الجيش

الصحف الاجنبية لم تكن بمناى عن المشهد المصر وذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية ان التكهنات تزايدت حول تدخل القوات المسلحة المصرية - التي ظلت بعيدة عن العملية السياسية بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا للبلاد - ونزولها إلى الشوارع مرة أخرى إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة , حيث صرحت مصادر عسكرية بارزة بأنها مستعدة لمنع البلاد من الانزلاق نحو "نفق مظلم" من الصراعات الداخلية.
وعزت الصحيفة تنامي المعارضة للرئيس المصري محمد مرسي إلى عدم الاستقرار السياسي والنزاعات بين الفصائل السياسية وانحدار الاقتصاد بشكل سيء .
وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني - أن " الفصائل السياسية المتناحرة في مصر أصبحت على شفا حرب شاملة في ظل حشد مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري لمظاهرات تنافسية في ظل تحذير المؤسسة الدينية في مصر للمتظاهرين من الاندراج نحو حرب أهلية " .
ولفتت إلى مقتل مصور صحفي أمريكي في الإسكندرية بالأمس وسط تصاعد التوتر خلال الذكرى السنوية الأولى لتولي الرئيس مرسي السلطة في مصر, حيث أودت الاشتباكات العنيفة التي أندلعت بين مؤيدي ومعارضي الرئيس بحياة خمسة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 85 شخصا.
ونوهت الصحيفة إلى بيان مؤسسة الأزهر الذي يظهر تدخلا نادرا من المؤسسة التي ليس لديها أي اتجاهات سياسية في ظل تزايد الإضطرابات الحالية في مصر, حيث صرحت بأنه "يجب على الجميع توخي الحذر لكي لا ننزلق نحو حرب أهلية", كما أدانت المؤسسة أيضا "العصابات الإجرامية" من البلطجية التي تهاجم المساجد, ودعت المعارضة إلى قبول عرض الرئيس الذي يهدف إلى إجراء حوار وطني.
وبينت الصحيفة أن تجدد الاضطرابات تلى السخط المتزايد للمعارضين من العلمانيين والليبراليين من الرئيس مرسي الذين يتهمونه ويتهمون جماعة الإخوان المسلمين باختطاف
ثورة 2011 التي أطاحت بالدكتاتور حسني مبارك.

ردود الفعل الدولية

ففي بريتوريا، عبر الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت عن قلقه ازاء الاضطرابات في مصر ودعا مرسي الى التصرف بشكل "بناء" اكثر.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي في بريتوريا "نحن نتابع الوضع بقلق" موضحا ان الحكومة الاميركية اتخذت اجراءات لضمان امن سفارتها وقنصلياتها وموظفيها الدبلوماسيين في مصر.

كما دعا الرئيس الامريكى باراك أوباما الرئيس محمد مرسى وقادة المعارضة ببدء حوار بناء ونبذ العنف.
وقال اوباما إن الولايات المتحدة الامريكية تتابع تطور الاوضاع فى مصر ب"قلق بالغ".
ومابين الشد والجذب الداخلى الذى اضاف مزيد من الاحتقان السياسى على الساحة المصرية وتبعه عراقيل اقتصادية جديدة زادت من اعباء المواطن المصرى المنهك من الاساس تأتى ردود الافعال الدولية الداعية الى المزيد من التعقل واحتواء الموقف المتازم الذى لم يأخذ وقته الطبيعى للنهوض ثانية بأحوال البلاد والعودة بمصر ثانية منارة للتاريخ.
تقرير - عماد حنفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق